التفاصيل: لا بد لنا وقبل أن نتكلم في تفاصيل المنافسة بين غوغل ومايكروسوفت أن نضع المقارنة في سياقها التاريخي وأن نقدم مقارنة سريعة بين نشأة كل من الشركتين.
إن الفترة التي نشأت فيها مايكروسوفت كان سوق التكنولوجيا شبه خال ولم يكن يوجد آنذاك أي منافس (أي أنه في تلك الحقبة كانت هناك بيئة فراغ) وبالتالي فإن صاحب الفكرة الأولى سيكون له الأسبقية. وبالفعل فقد كان للفكرة التي خرج بها بيل غيتس ورفاقه الصدى الواسع والكبير التي مازال يتردد حتى الآن وليس من السهل على أحد أن ينافس مايكروسوفت عليه (أي نظام التشغيل ويندوز).
طبعاً في عالم تقنية المعلومات، لا يكفي أبداً أن تأتي بفكرة وتطورهاوتروج لها وانتهى الأمر! بل يجب أن تكون تلك الفكرة ذات فائدة وأن تعرف جيداً كيف تقنع الناس بالإقبال عليها وبالتالي تكون قد ساهمت بسد ثغرة كبيرة. أي أن مايكروسوفت استغلت الفراغ الحاصل آنذاك وبنفس الوقت قدمت ماهو مفيد ونافع، الأمر الذي جعل منها حتى الآن صاحبة الفضل في الكثير من الخدمات البرمجية.
وإذا انتقلنا إلى شركة غوغل فسوف نجد بأن شركة غوغل قد نشأت بطريقة قريبة إلى الطريقة التي نشأت بها مايكروسوفت (أي أنها بدأت بمجهود فردي ثم كبرت وكبرت حتى أصبحت على ما هي اليوم)
إلا أن هناك فارق أساسي في الفترة التي نشأت فيها غوغل (أي في مطلع القرن الواحد والعشرين) كانت فترة احتدام التنافس بين كبريات شركات التكنولوجيا العالمية كمايكروسوفت وياهو وآمازون وآبل والكثيرون...
وهذا الأمر لافت جداً ويدعو إلى التأمل في كيفية نشأة شركة غوغل والظروف المحيطة بها آنذاك وبين حال الشركة اليوم وما وصلت إليه من تطور وانتشار وتحقيق أرباح ضخمة تفوق أرباح أكبر مؤسسات العالم!
الآن: بعد إضاءة تاريخية على كلتا الشركتين، نلاحظ بأن هناك اختلافاً كبيراً بينهما كما يوجد ماهو مشترك. وبالتالي فإن الأمور المشتركة هي التي تحدد صلب المنافسة في ما بينهما.
فلو نظرنا إلى مايكروسوفت لوجدنا طبيعة منتجاتها متكاملة مع بعضها وتتركز في كل المجالات، بدءاً من الاستخدام المنزلي للمستخدم العادي مروراً برجال الأعمال واحتياجاتهم، ولا شك بالمطورين وصناع البرامج وخدمات الانترنت...
أما غوغل فقد بدأت شهرته من خلال محرك البحث الذي صار أكبر مرجع للبحث عبر شبكة الانترنت في العالم، وبدأت الخدمات تأتي تباعاً بعد ذلك مثل غوغل ماب وبرنامج غوغل إيرث الشهير الخ. والملاحظ هنا بأن أغلب منتجات غوغل التي لاقت انتشاراً واسعاً كانت مرتكزة على أساس الويب أي أنها منتجات مرتبطة بطريق معينة بشبكة الانترنت وبالرغم من هذا الأمر فإن نتائج تلك الخدمات أو البرامج سريعة وفعالة مقارنة مع مثيلاتها التي تتطلب الكثير لتعمل بنفس الأداء.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة، قبل أن نقول إن غوغل منافس لمايكروسوفت على كل الأصعدة فيجب أولاً أن يقوم غوغل بتطوير نظام تشغيل خاص به، وكما يعرف المطلعون في هذا المجال فإن مايكروسوفت هي المتربع على عرش أنظمة التشغيل (كما ذكرنا آنفاً كونها كانت السباقة) من خلال ويندوز...
وإنه لمن الصعوبة أن ينافس منتج من غوغل نظام التشغيل ويندوز أياً كان! وإنه لمن الصعب جداً انتزاع الشعبية الواسعة التي يتمتع بها نظام التشغيل ويندوز على مر عشرات السنين بجميع اصداراته التي يتسابق الناس أفراداً وشركات إلى اقتناء آخر إصدار منه (طبعاً بغض النظر عن جودته أو الحاجة له)
صحيح أن غوغل في السنوات الأخيرة كان بصدد تطوير نظام التشغيل الخاص بالهواتف الذكية (وبالتأكيد هذه خطوة نوعية، فهو اليوم قد تفوق على مثيله من مايكروسوفت ويندوز موبايل). لكن موضوع نظام تشغيل الكمبيوترات الشخصية موضوع آخر ومختلف تماماً، وبرأيي فإن بلوغ غوغل تلك المرحلة لن يكون بهذه السهولة.
والفكرة هنا هي ليست بإمكانية غوغل من تطوير نظام تشغيل خاص بها! ليس الأمر كذلك، طبعاً قدرات الشركة تسمح لهم بعمل أكثر من نظام تشغيل، ولكن، كيف ستنافس به ويندوز!؟ هذا هو السؤال الذي لن تجد غوغل إجابة عنه في القريب العاجل.
موقف العرب من هذه المنافسة
بالرغم من هذا وذاك فإنه يتوجب علينا نحن كعرب أن نتيقظ إلى أن كلتا الشركتين هما شركات خاصة يمتلكها أشخاص وهي ليست مؤسسات حكومية، وبالرجوع إلى أصول كل من المالكين نجد بأنهم يهود من ذوي أضخم رؤوس أموال العالم وبأن كلتا الشركتين تمثل بحجمهما الهائل قوة ضغط (لوبي).
طبعاً نحن لسنا ضد اليهودية ولا نصنفها على أنها تهمة! على العكس تماماً، إلا أن سلوك كل من الشركتين مع العرب يفسر أكثر من كونهم يهود، أي انتمائهم إلى الحركة الصهيونية.
قد يظن البعض بأنه مجرد اتهام وما اسهل اتهام الآخرين... طبعاً ليس الأمر كذلك، وتعالوا لنسرد بعض الحقائق ثم احكم أنت عزيزي القارئ على التحليل الذي سبق ذكره.
بعيداً عن أي تبرير للوضع العربي المزدري في عالم التكنولوجيا، فإن كلتا الشركتين (مايكروسوفت وغوغل) أساءو لنا كعرب في عدة مواقف. فمايكروسوفت مثلاً منعت ومازالت تمنع العرب من التطور في مجال التكنولوجيا! وغوغل أساءت ومازالت تسيء للعرب في عدة مواقف.
وما تلك المراكز التابعة لهم في بعض البلدان العربية إلا نقاط مراقبة شرعية، زرعتها تلك الشركات لتسكيت الأفواه وخداع الرأي العام واقتصار عملها على تقديم الجوائز وإعطاء الأوسمة والشهادات الأكاديمية.
وللتأكد من هذه المسألة قارن بين حجم التمثيل لكلتا الشركتين في إسرائيل مع حجم التمثيل لهما في الشرق الأوسط ككل وستعرف الإجابة بسهولة، ولا يظن البعض أبداً بأن سوق التكنولوجيا هو الذي يحدد حجم التمثيل وطبيعة المنتجات.
مايكروسوفت في التسعينيات منعت شركة صخر من تطوير أول نظام تشغيل عربي بطريقة دنيئة بعد أن بلغت صخر مرحلة لافتة في ذلك الأمر.
غوغل ما زال حتى اليوم (ولك أن تختبر بنفسك) ينحاز لأصوله ويتلاعب بنتائج البحث في محرك البحث خاصته في المواضيع الحساسة التي تتلكم عن (اليهود، الصهاينة، إسرائيل) وتظهر في أولى نتائج البحث كل ما هو جيد وحسن، وبالعكس، فعند البحث عن الاسلام أو المسلمين أو الشرق الأوسط، سوف تجد في أولى نتائج البحث كل ما يسيء لهم من مواضيع!
ماذا بعد
هناك العديد من المواقف التي حدثت ليس الهدف من هذا المقال بالذات سردها، ولعلنا نسردها بالتفصيل في مقال خاص بهذا الموضوع في وقت لاحق انشاء الله.
أما في النهاية يجب أن نقتنع بأن الأمور لا تحدث مصادفة. وبنفس الوقت لا يجب علينا التذرع كثيراً في عداء تلك الشركات لنا نحن العرب وكفى! بل يتوجب علينا الكثير، فنحن لم نقدم للتكنولوجيا الكثير وقد يرى البعض بأنه لا يحق لنا أن ننتقد أحداً قبل أن نقدم شيئاً يزيد من رصيدنا ويقوي حضورنا عالمياً.
وهنا مربط الفرس، آن الأوان للمطوير العرب أن يقوموا بخطوات نوعية، وعلى الشركات العربية التنبه إلى أنه آن الأوان لنقل منتجاتنا إلى مرحلة جديدة وأن لا تقتصر على برامج مكتبية وتطبيقات انترنت فقط !
الأوسمة:
تعليقات الأعضاء
لا توجد سجلات لعرضها
تعليقات الزوار
لا توجد سجلات لعرضها
إ ي كيو للبرمجيات سوف تهتم بالتدريب و تقديم الدعم الفني اللازم!
لذا أنشأت إي كيو للبرمجيات قنوات الفيديو للتدريب والتعليم والدعم الفني المباشر ، لا داعي للقلق والإنتظار يمكنك ايجاد الحلول هنا >>
تعليقات الأعضاء
لا توجد سجلات لعرضها
تعليقات الزوار
لا توجد سجلات لعرضها